إستمرارا" لسلسلة كتابات عن بعض ما يعرض على شاشة التليفزيون فى رمضان , شاهدت حلقة اليوم من برنامج إتنين فى إتنين التى كان ضيفاها أيمن نور و على الدين هلال .
كتبت كثيرا" و تحدثت كثيرا" عن أيمن نور من واقع تجربتى كعضو سابق فى حزب الغد ( الذى أصبح حزبين) و عضو فى حركة كفاية , و كنت أحيانا" أجد إنكارا" لما أراه من جانب البعض و أرجو من هؤلاء المنكرين لما أعتقد أن يشاهدوا الحلقة حتى يتبينوا بعض الحقائق .
نور إنسان عديم المبادئ و إنتهازى و الدليل القبل الأخير على ذلك أن زوجته و شريكة حياته و أم أولاده لمدة عشرين سنة إنتظرت حتى يخرج من السجن و قررت الإنفصال عنه لأنها لم تعد تطيقه
الدليل الأخير أنه و على الرغم من عدم اهليته القانونية قرر أن يترأس حزب الغد مرة أخرى بالعافية و رغم إستقالة عدد من قياداته رفضا" منهم لسلوكه و دكتاتوريته حتى يتمكن من دخول إنتخابات 2011 التى يعلم تماما" أنها إنتخابات مزورة لصالح الحزب الوطنى الغاصب
لقد فقد أيمن نور شرعيته كمعارض منذ 5 أعوام عندما قرر أن يخوض إنتخابات الرئاسة المزعومة فى 2005 التى كان معروف نتيجتها سلفا" و لكنه خاضها حتى تزداد شعبيته أكثر و أكثر, كان نور قد سئم من حصر شهرته داخل دائرته الإنتخابية فقط و أراد أن تطول شهرته الجمهورية كلها , و أنا أتعجب, هل كان أيمن نور يعتقد حقا" بأنه سينتصر فى الإنتخابات على مبارك؟
كان الجميع يعلم بأن مبارك سيفوز فى الإنتخابات سواء بالحق أو بالباطل و لكن نور كان له رأى آخر يدل على انه إما ساذج أو جاهل أو إنتهازى أراد شئ آخر من هذه الإنتخابات غير المنافسة الحقيقية على المنصب الحساس
و إنه من نافلة القول أن السيد نور قد فرط فى حزبه الوليد منذ أعلن عن وجوده و أنا شخصيا" شاهد على ذلك و من قلب الحزب , فبدلا" من التركيز فى زيادة الدعاية و تسهيل الإجراءات على طالبى العضوية الجدد و فتح مقرات جديدة و غيره من الإجراءات التى يقوم بها اى كيان جديد خصوصا" لو كان كيان سياسى , ركز النجم الصاعد على الندوات التى يتحدث فيها وحده تقريبا", كما أصبح ضيف شبه دائم على الفضائيات وترك الحزب معتقدا" بأنه ينطلق بقوة دفع ذاتية ناتجة من شخصه المعروف نسبيا" و قد ألقى لديه هذا الشعور حجم الإقبال على ندوته الإسبوعية كل أربعاء داخل مقر الحزب فى مكتبه بميدان طلعت حرب
ظهر ايمن نور كمجنون شهرة حتى إحترق و كانت نهايته داخل السجن لأنه مزور و هذا شأن آخر و دليل آخر على سوء سلوكه و أذكر هذه المعلومات من قلب الحزب بأن ضمن الذين إعترفوا بأنه مزور سياسيين معروفين جدا" على الساحة كانوا معه فى البداية عند إشهار الحزب , لقد أراد النجم السياسى الصاعد أن يحقق فرقعة سياسية و لا يكتفى بالخمسين عضو المطلوبين للإعلان و قرر عمل توكيلات لعدد 5000 عضو و كان بمجرد أن يخبره أى شخص بإستعداده للإنضمام للحزب كمؤسس يحصل على بياناته و يزور له توكيل حتى يكسب الوقت , و لأنه سيئ السريرة فقد إنكشف التزوير لسبب أو لآخر و إستغل النظام الحاكم هذه السقطة من هذا المراهق السياسى و فعل معه ما رأيناه جميعا" من محاكمة و سجن
لو كان أيمن نور يشاهد أى شئ آخر غير نفسه , لشاهد ماذا حدث فى زيمبابوى مع الدكتاتور روبرت موجابى . لقد فعل موجابى مثلما فعل مبارك فى 2005 , دعا لإنتخابات رئاسية مع زيادة الرفض الشعبى له و طلب من المعارضة أن تخوض الإنتخابات أمامه , فما كان من المعارضين هناك إلا أن تكتلوا خلف مرشح واحد فقط , مرشح واحد فقط و ممثل واحد فقط للمعارضة و ليس 9 مرشحين .
بذلك أصبحت للمعارضة فى زيمبابوى شرعية و طلب مرشح المعارضة الوحيد من موجابى ضمانات واضحة مكتوبة و معلنة و محددة على حرية الإنتخابات و نزاهتها و عندما ماطل موجابى فى الضمانات , أعلن مرشح المعارضة عدم خوض الإنتخابات , و لأن موجابى دكتاتور عجوز و جاهل فقد قرر خوض الإنتخابات بفرده , فأصبح مسخا" و محلا" لسخرية كل وسائل الإعلام على إمتداد المعمورة و داخل زيمبابوى , كما أعلنت دول العالم خصوصا" الدول الكبرى و على رأسها أمريكا أنها لاتعترف بهذه الإنتخابات فما كان من موجابى إلا أن تراجع و إجتمع مع زعيم المعارضة الوحيد و شكل معه حكومة إئتلافية
هذا هو نموذج زيمبابوى يا عشاق أيمن نور, و هذا هو أيمن نور الذى يريد أن يكون محلل للنظام للإنتخابات المزعومة الثانية على التوالى